- احنا هنا بنعطي الناس شيء غير ضار في صورة الشيء الضار. اللي هما متعودين عليه. وفي نفس الوقت بنحميهم من الضرر.
= لا سيبك من المنطق الجشع دا.
- الجشع هو انتهاز فرصة احتياج الناس لأساسيات حياتهم، وفرض أضعاف مضاعفه على قيمتها الحقيقية.
= ما هو ده اللي أنت عايز تعمله !
- لأ، الكيف مش من أساسيات الحياة. لا هو سكن، ولا كسا، ولا غذى. وممكن الاستغناء عنه."
مشهد من فيلم الكيف
ذلك هو مبدأ صناعة السعادة والتفكير الإيجابي. التي قُدرت قيمتها بنحو 11 مليار دولار سنويًا. فقط، ليتجنب البشر الشعور بالحزن أو أية مشاعر سلبية. فيتم إعطاءنا الشيء غير الضار وهو التفكير الإيجابي، لمواجهة الشيء الضار في نظرهم وهو الحزن. وتسمى تلك الحيلة بـ "الإيجابية السامة".
ربما لمست ذلك عن قرب في أزمة الدولار التي تعرضنا لها منذ وقت قريب، أو أزمة كورونا التي سبقتها. وسوف تلحظها دائمًا في كل الأوقات الصعبة.
- " على الأقل نحن في بلدنا. مش زي غيرنا"
- "كان من الممكن أن تسوء الأمور"
- "التخلي عن بعض الرفهيات لن تكون أزمة كبيرة. البدائل كثيرة"
والكثير من التعليقات الأخرى السامة. الفارق بين القناعة واسترضاء المهانة للناس كالفارق بين الحزن والسعادة فهما صِفتين متضادتين تمامًا.
هل خُلِقنا لنكون سُعداء؟
لم يتم تصميم البشر ليكونوا سعداء، بل نحن مُصممون أساسًا للبقاء والتكاثر، مثلنا مثل أي مخلوق آخر في العالم الطبيعي. إن حالة القناعة بطبيعتها تثبط من حذرنا تجاه التهديدات المحتملة لبقائنا.
الافتراض بأنه لا يوجد ما يسمى بالسعادة قد يبدو وكأنه رسالة سلبية بحتة، لكن; ألا تشعر بالسعادة لمجرد معرفة أن عدم الرضا ليس فشلًا شخصيًا؟ إذا كنت غير سعيد في بعض الأحيان، فهذا ليس عيبًا يتطلب إصلاحًا عاجلًا. أو يتطلب مُساعدة أحد معلمي السعادة "المنتور". هذا التقلب في الواقع هو ما يجعلك إنسانًا.
استراتيجية "يارب يا حبيبي يا رسول الله"
فكر بإيجابية وسوف تتبخر كل مشاكلك في الهواء. لا تهتم باتخاذ إجراءات ملموسة لتغيير ظروف حياتك - فقط اجلس في مكانك وتخيل بنية إيجابية أن كل شيء سيكون على ما يرام. بغض النظر عن الحقائق ومعطيات الموقف.
- لا تقلق بشأن الأطفال الجائعين في إفريقيا. فقط صلي من أجلهم وسوف يكونوا بخير. لا تقلق بشأن ارتفاع مستويات سطح البحر والتلوث البيئي وفقدان التنوع البيولوجي. فقط حافظ على "عقلية إيجابية" وسوف يتعافى كوكبنا من كل الأضرار التي لحقت به.
- لا تقلق بشأن منتخب بلادك فقط اتبع استراتيجية حسن شحاتة "يارب يا حبيبي يا رسول الله" مع شهيق وزفير منتظم. بغض النظر عن مدى فساد الاتحاد أو ضعف المدرب أو تقاعس اللاعبين فقط أغمض عينيك وردد: "يارب يا حبيبي يا رسول الله"
إن التغيير يتطلب عملًا شاقًا للغاية، وسواء أحببنا ذلك أم لا، لا توجد طريقة أخرى للقيام به. إما أن نتخلص من مشاكلنا ونُعاني منها لفترةٍ قصيرة، أو نتجاهلها لتستمر المعاناة حتى عام 2026 أو ربما مدى الحياة.
استراتيجية البهظ بيه والأخ مزاجنجي
على الرغم من معرفتنا بِكُلِ ما سبق، إلا أن نظرية الأخ مزاجنني هي الحل الأمثل في الأوقات العصيبة التي لا نستطيع فيها تغيير أقدارنا، حتى لو اجتهدنا وعزمنا على هذا التغيير. وحتى لا نلجأ إلى الإيجابية السامة التي لا نعترف فيها بمشاعرنا. هنا تأتي استراتيجية الأخ مزاجنجي "أديني في الهايف وأنا أحبك يا فننس" وهي استراتيجية قائمة على الاعتراف بصعوبة الموقف وبمشاعر الحزن والقلق الناتجة عنه وفي نفس الوقت عدم الانغماس في أفكارنا السلبية.
إلغاء الاشتراكات:
هل ما زلت تقرأ الصحيفة كل صباح؟ حاول ألا تفعل ذلك. استرخ، لا داعي للجدية، فربما تحتاج إلى بعض الأخبار والصفحات السطحية التي تضيف بعض البهجة إلى يومك.
- قم بتعطيل الإشعارات على جهاز الكمبيوتر الخاص بك وقم بإيقاف تشغيل الإشعارات التي قمت بالاشتراك فيها بالفعل. تحتوي معظم مواقع الويب على نافذة منبثقة تلقائية تسألنا عما إذا كنا نريد تلقي إعلامات مباشرة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا. يضرب الكثير منا تلقائيًا بـ "نعم"، فإذا قد قمت بذلك، فقد حان الوقت للتخلص من هؤلاء.
- إلغاء متابعة صفحات الأخبار أو الصفحات السياسية أو الرياضية على Facebook وحسابات Instagram وشخصيات Twitter. ينطبق هذا أيضًا على كل مجموعات Facebook السياسية التي انضممت إليها خلال موسم الانتخابات. اترك المجموعات أو انسحب من الإخطارات، فلسوء الحظ، لم يعُد في أياً من هذه المجالات ما قد يجعلك سعيداً.
- معارفك الذين يتحدثون باستمرار عن الأخبار و السياسة. ربما لم ترَ هؤلاء الأشخاص منذ سنوات على أي حال. ليس عليك حتى إلغاء صداقتهم. ما عليك سوى اختيار خِيار "إلغاء المتابعة" ولن ترى الرسائل غير المرغوب فيها في مِلَفّ الأخبار الخاص بك بعد الآن.
- عندما يتعلق الأمر بالأخبار السلبية والمزعجة. ربما يكون Twitter هو الأسوأ من بين الأسوأ، ويأتي Facebook في المرتبة الثانية.
لذا التزم بمنصات وسائط اجتماعية أكثر إيجابية وذكية مثل Quora و Reddit subreddits الانتقائية التي لا تتعلق بالأخبار أو السياسة. ضع في اعتبارك أن Reddit يمكن أن يكون مكانًا سلبيًا أيضًا، لذا اتبع Subreddits بشكل انتقائي للغاية.
- دعنا لا ننسى أيضاً، أنه وِفقاً لدراسة أُجريت في عام 2017 بواسطة مُنظمتان صحيتان في بريطانيا، فإن منصة Instagram تُعد الأسوأ من بين كافة المنصات وأكثرهم تأثيراً بالسلب على الصحة النفسية، حيثُ يُسبب الشعور بالاكتئاب والوحدة بسبب المُحتوى الذي يُعرض عليه بشكلٍ مُستمر.
الوسائل البديلة:
يكون اللجوء إلى الأخبار أو موجز Twitter هو محاولة للتخفيف من الملل. أحيانًا نلاحظ أن أذهاننا تنجرف في أثناء العمل. قاوم هذا الإغراء من خلال التخطيط لنشاط بديل لهذه اللحظات.
فيما يلي بعض الأفكار لمشاريع إبداعية يمكنك العمل عليها عندما تأخذ فترات راحة ذهنية ضرورية.
- تطبيقات المانديلا والتلوين للكبار، ومن أمثلتها تطبيق Colorfy المُتوفر على متجر AppStore، ويُشابهه تطبيق Coloring pages: Mandala for me المُتوفر على متجر Google Play.
- تطبيقات ألغاز الكلمات المتقاطعة مثل لُعْبَة Wordle، وهي لُعْبَة ألغاز لتكوين كلمة مُعينة يتم تحديثها كل يوم، يتنافس الناس فيما بينهم في اكتشافها بعد أقل عدد من المُحاولات.
0 التعليقات :
إرسال تعليق